-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

انا آسف



يوميآ و بإستمرار اتلقى رسائل كثيرة كهذة، لكنني لا ارد عليها مطلقآ، الامر لا يبدو بأنني احب ان اتعامل مع الناس او مع المعجبين بتلك الطريقة، ذلك البرود القاتل، عدم اللا-مبالاة الذي يستمر في استنذاف نفسي و علاقاتي، اود كثيرآ لو انني استطيع ان ارد على رسائلكم كلها، اود لو انني اهتم و لو قليلآ بالمجتمع الذي حولي، و لكن هل حدث و شعرت يومآ بأنك فاقد لقدرتك على اختلاق الأحاديث مع الذين تحبهم او التداخل مع وجوه جديدة ؟، هل شعرت يومآ و كأن حياتك لم تعد تسع أحدآ بعد الآن ؟، لو فعلت ستكون قادرآ على ايجاد مبرر كافي لعدم الرد على رسائلك.
لا ادرى منذ متى فقدت تلك الروح الذكورية الموجودة في اي شاب عاذب و التي تدفعه ليركض خلف اي تلميح بسيط من اي فتاة، لا اكذب مطلقآ لو انني قلت لكم بيني و بين نفسي استمر بوصف اي فتاة "بالحشرة" و هي واقفة امامي تمتدح صفاتي، تثرثر مثل كل الاخريات، تبدو ودودة و عاطفية و جميلة جدآ، لا انكر مطلقآ بأن هنالك الف سؤال يدور برأسي عندما اجد رسالة من شاب او رجل يطلب فيها التعارف، قد يذهب الامر احيانآ الى ابعد من الخيال خالقآ لنفسي اي عذر او سبب كافي لإقناعها بعدم الرد حتى و ان وصل الامر الى وصف الطرف الاخر بالشذوذ، لطالما كانت نظرتي اتجاه كل العلاقات الاجتماعية بأنها مؤامرة صغيرة ضد ما يعتبره الناس معقولآ، فوائد و مصالح لدرجة اننا خلقنا لها اعيادآ و مناسبات، و هناك الكثير من الاشياء التي يتحتم علينا المرور من خلالها لبناء علاقة مع احدهم، الكثير من التفكير، الكثير من الطاقة، الكثير من اللباقة، الامر يبدو لي عبئآ ثقيلآ و اكثر ارهاقآ، و الحقيقة التي لا أستطيع أن أخفيها عن نفسى و التي لا استطيع انكارها مع انني اصر على عدم تذكرها هي انني جبان، جبان مهما حاولت بكل الطرق أن أصبح كائنآ اجتماعيآ، و الجبن الذي اعنيه هنا، ليس المتعارف بأنه نقيض الشجاعة، انني جبان من المجتمع، جبان منكم جميعآ و لأنني ولدت جبانآ و عشت جبانآ، لا أخشى أن اموت و انا جبان.
احب رسائلكم تلك، احبها من اعماق قلبي حتى و ان لم امتلك القوة يومآ للرد عليها، اعرف جيدآ ان بعضكم لا يكف عن السؤال عن احوالي بصورة دورية و متكررة و برغم علمهم اليقين بأنني لن اكلف نفسي بأن اكتب حرفآ واحدآ لهم، كل ما يمكنني قوله لكم "انني اسف" اقولها فعلآ بنية صادقة معترفآ بالأذى الذي ربما سببته لكم، فلطالما اشعر ان الاعتذار هو نقيض الجبن او هكذا اعتقد، فهذا اقل ما يمكنني فعله لكم، ان اعتذر منكم امام الجميع معترفآ بسخافتي و حماقتي و جبني، ألم تقل لين جوستون انه يجب ان يعتذر المزيد من الاشخاص و يجب على المزيد من الاشخاص قبول الاعتذارات عند تقديمها بإخلاص.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية