-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

أعياد الذكريات



يا صغيرتي تعالي احدثك الان في هذا العيد بأمر لم اخبرك عنه من قبل، لقد عينت اسمك ككلمة مرور في كل موضع احتجت فيه لذلك، بالإضافة الي بعض التواريخ الأخرى كتاريخ المرة الأولى التي التقينا فيها، تاريخ دخولك الجامعة و تاريخ اول مرة خرجنا فيها معآ و لم انسى تاريخ المرة الاولى التي خذلتيني فيها، الايام الجميلة التي عانقت فيها اصابعي جدائل شعرك، الايام التي جعلتك فيها حزينة و تلك التي جعلتك فيها سعيدة، الايام التي سرقتك فيها خلسة من اسرتك لنجتمع معآ عند ظل شجرة النيم المفضلة لديك، بل حتى تواريخ هامة لمن تهتمين بهم كثيرآ او يهتمون بك، كتاريخ زواج صديقة طفولتك بصالة سنبلة، نجاح اخوك الصغير في امتحانات الشهادة السودانية، اكمال والدتك رسالتها الماجستيرية، و علي الرغم من ذلك كنت دومآ تعاتبينني بأنني رجل لا يهتم، و لم اكن الومك على ذلك، لقد كنت سيئآ في اظهار مشاعري مثل زورو في ون بيس، هل تعلمين انني تمنيت ان اكون سانجي لأجلك، نعم يا للسخف، و لكن لطالما أثقلني ذلك بالألم و حطمني كما تحطم يد "فندقك" فصوص الثوم أكثر مما حطم أولئك الذين أحببتهم حقآ، و لكنهم كانون يظنون ان بفشلي هذا، انسان بارد لا احمل في قلبي لهم مقدارآ عاطفيآ صغيرآ و لو بما يعادل ذرة ليجعلني أكثر إستحقاقآ لبقائهم في حياتي من رحيلهم فتركوني وحيدآ، و أخيرآ تاريخ وداعنا الأخير، و اذكر أن اخر كلمة مرور استخدمتها في انشاء موقعي الجديد كانت تتكون من إحدى و عشرون خانة، إنني لن أنسى كل كلمات المرور تلك، بطولها و قصرها، فلقد حفظت كل تلك التواريخ عن ظهر قلب، ان ذاكرتي لا تعرف النسيان في الامور التي تتعلق بك، هل تتذكرين تلك المرة التي قررت فيها ان احسب عدد رموش عينيك كنوع من المغازلة و لقد فعلنا، ثم بعد شهر اخبرتك انها نقصت رمشآ واحدآ فأسرعت بالعد مستخدمة مرآتك الصغيرة تلك و قد كنت محقآ، هل تريدين ان اخبرك كيف يختلف شكل اصابعك و ملمس يديك في الصيف عن الشتاء ؟، هل تعرفين طول عنقك و ذراعيك ؟، انا اعرف.
أذكرك بكل هذا الان، لأنني لم انسى انني وعدتك انه في كل عيد سنعيد ذكرياتنا، هل نسيتي اننا لم نكن نسمي هذه الاعياد كما سمتها الاديان و كما سماها الناس، عيد الفطر و الحب و الأضحى و غيرها، بل كنا نسميها اعياد الذكريات، أذكرك انت الان تحديدآ بالساعات التي كنا نقضيها معآ أتأمل فيها عينيك و أراقب فيها نمو جسدك منذ ان رأيتك بتفاحتين صغيرتين علي صدرك الى ان صار لديك قمرين، اذكرك بالايام التي كنت اسرد فيها عليك خواطري السخيفة، نعم كنت حينها اتعلم كيف اكتب، اذكرك كيف انني كنت دومآ اخبرك بأنني لست جزءآ من هذا العالم و أنني إما ولدت مبكرآ جدآ او متأخرآ جدآ، إنني لم أشأ أن أشهد حقبة بوش و اوباما و عمر البشير و ترامب، و شلة "نبق نبق" و اغاني و اغاني و زي افلام و غيرها و كيف أنني أفصحت لك عن خيبتي لعدم ولادتي في نفس الحقبة الزمنية مع هؤلاء الذين في رأسي، اذكرك الان لانك نسيتي أنني شخص يحمل في رأسه الكثير من التفاصيل و لا ينسى، فلا أظن أنني ممتن لأي شئ في هذه الحياة غير ذاكرتي، و لعلك الان نسيتي كل شئ نسيانآ مطلقآ، بالتأكيد لا مشكلة لدي في ذلك و لكنني أحببت أن أذكرك بي و أن أؤكد لك، برغم فشلي في اظهار عواطفي، برغم تشردي و تشتتي و صمتي، أن ما من إنسان على هذه الكرة الارضية مهما كان، جميلآ كالملائكة و نقيآ كالحليب و صادقآ كالأولياء يستطيع أن يحبك كما أحببتك، أن يمنحك ذكريات كالتي منحتك إياها، أن يجمع رفاتك و بقاياك و يلم بكامل تفاصيلك و حياتك، أن ما من إنسان يتقبلك هكذا كما أنت كائنآ حرآ جميلآ بكل ما فيه و كيانآ ناقصآ في نصف إكتماله كما تقبلتك انا.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية