-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

رسالة سرية المحتوى




عام اخر مضى من حياتك يا جميلتي، فهل افرح ام احزن ؟ .. افرح على اكتمال نضجك و انوثتك ام احزن على خسران عام كامل من عمرك، و لكنني منذ عرفتك لم اشهد يومآ حزينآ معك، فلماذا شعرت به اليوم، ربما الامر ليس حزنآ بل تمني و غيرة، لأنني عميقآ داخل نفسي اعرف جيدآ انه لا شئ يضاهي انوثتك، تلك الانوثة التي تنساب من مكامنها مع مرور العمر، فتأتيني منها تلك الضربة القاتلة التي تجعلني اكتفي بك فكرآ و رغبة و نظرة، اسوأ ما في اعياد الميلاد انها تفقدك الفرحة ان لم تشاركها بمن احببت، لذلك دعيني بعد هذه المقدمة السخيفة اعلاه، ان اشاركك في عيد ميلادك ما اشعر به في هذا الصباح.

اول احساس ضرب قلبي هو "الرغبة" متمثلة في امنية بسيطة جميلة، لكنها ثقيلة على اللسان، جميلة الطرب، لطيفة السمع، ماذا لو نطق فاك الجميل قائلآ لي "انا احبك يا عمر" ماذا لو جاءت تلك الأمنية صادقة من قلبك، طاهرة كطهارته و بيضاء كعفتك، ماذا لو وضعتها ضمن القائمة التي تعدينها كل عام جديد، من يحظى بكلمة "أحبك" يا لليان بكل ما تحمله من صدق و جمال، فلن يخاف قلبه ابدآ، فهل ستبخلين علي بها ام ستجودين علي بإنتزاع الخوف من قلبي ؟.

ثاني احساس هو "الخوف" .. في حياتي السابقة المملة، خوفآ من رفضي دفنت أنبل عواطفي في أعماق قلبي، رغم ان الامر اختلف معك، اذا انني امتلكت الشجاعة لأن اخطو اتجاهك لا ان اهرب، و لكن لا يزال الخوف مستوطن في قلبي، اذ ان خوفي مرتبط ارتباطآ جزريآ بالاحساس الاول، ان الخوف المرتبط بالرغبة في الحفاظ على شيء يمتلكه الإنسان، الخوف من الفقدان او الحصول عليه، كالإحساس بالأسى حينما يفقد الإنسان شيئآ عزيزآ عليه، انني خائف بأن اصحو ذات يوم فأكتشف ان قلبك لم ينبض لي مطلقآ، انني خائف من خسران قلبك بعد الحب و قبل الحب، و الخائف دائمآ يا لليان يتعثر فيما يخيفه، لذلك اتضايق عندما اجد نفسي عريت احساسي بالكلية امامك، في حين انك تتحفظين، مثلما حدث بالامس عندما تحدثنا عن الرغبة، ان اكبر مخاوفي ليس ذهابك او بقاءك معي، فانا اعرف نفسي جيدآ، لدي ما يكفي من القوة لأمضي، فالحياة عندي لا تقف عند الاشخاص، لكن اكبر مخاوفي هي ان اعري نفسي كليآ لإمرأة ما فأخسر ذاتي او اظلم تلك التي تأتي بعدها، لذلك اجود بالقليل من عواطفي و احتفظ في داخلي بالكثير منها، اما معك اجد نفسي مندفعآ صوبك بكل ما عندي، و لا اشعر بإندفاعك لي و ان ذلك يخيفني جدآ، فهل يمكنك ان تضعي في قائمة العام الجديد، ما يخفف عني هذا الخوف ؟.

الاحساس الثالث هو "حب" .. إن كان أمل العشاق هو القرب، فأنا أملي في حبك هو الحب، ما اعلمه جيدآ هو انني احبك كثيرآ، حب لا يجعلني اغضب منك و لا يجعلني املك، فلطما استغربت سائلآ نفسي، لماذا اشعر دومآ انني سأكون داعمآ لك ان احببت رجل اخر، لماذا لن اغضب وقتها، و لماذا رغم الضيق بسبب خوفي ذاك لا اغضب و  لا ازعل منك ؟، فجاءت الاجابة واضحة في ذهني "حب بلا انانية"، انا اناني في حصولي عليك، لكن تلك الانانية تختفي عندما يتعلق الامر بك، هي لا تمتد لتكون علقمآ في حلقك، و لا خنجرآ يغدر بك، و لا سلاحآ يجبرك على شئ لا تريدينه، هذا الذي في قلبي هو الذي يدفعني بقوة اتجاهك، و هذا الذي يجعلني افكر بك قبل ان افكر بنفسي، هذا الذي في قلبي يمكن ان ابسطه في عبارة قرأتها ذات يوم "يمكن لأي شخص أن يختارك حين توهجك، و لكني أنا سأختارك حين تنطفئين، كوني واثقة بأني و إن رأيت النور في غيرك سأختار عتمتك" .. فهل تضيفين حبك الابدي لي في كل قوائم اعياد الميلاد لديك ؟.

و في الختام اود ان اعترف لك انني قد نسيت ان عيد ميلادك هو اليوم، فلم اعرف الا بعد ان شاهدت الحالة الواتسابية الخاصة بك، فمن الرعب ما قد يصيب الذاكرة بشلل مفاجئ، فسامحيني على ذلك، و كل عام و انت بالف خير، و كل عام و انت الي اقرب.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية