-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

كن سجيآ

ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ تحيرني كلمات ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﻦ يتحدثون عن ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ اﺗﺠﺎﻫﻲ ﺑﻌﺪ مضي فترة من الزمن ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ، ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ مخطئين ﺣﻴﻦ إفتتنوا ﺑﻲ في البداية، ﺛﻢ  ﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺃﻧﻨﻲ ﺷﺨﺺ مختلف تمامآ عما تخيلوه، شخص آخر تمامآ عن الشخصية التي رسموها لي.
بالتأكيد بطريقة أرستقراطية بحتة يستمرون في تشخيصي و تحليلي لمدة ليست بالقصيرة، ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻐﻲ ﺑﻜﺎﻣﻞ طاقتي العقلية ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻬﻢ التي عادة ما يختارونها بدقة متناهية و كأنهم يحاولون صناعة كيس من الاسمنت، او كأنهم يحاولون الحصول على منتج كاوليني بمواصفات عالية، هذا في حد ذاته يجعلني أصغي بطريقة جيدة لأكتشف ما هي خلاصة هذا التحليل ﻭ ﺃﺣﺎﻭﻝ ألا ﺃﺷﻐﻞ ﻧﻔﺴﻲ بالدفاع عنها.
إﻧﻨﺎ ككائنات بشرية نميل بطبيعتنا ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺪ مدخلات مناسبة لهذة الصناعة، معادن يمكننا ان نرتكز عليها للحكم و ذلك بجعلها مقياسآ تتمحور عليه طريقة المقارنة المثلى .. من هذا المنطلق دعوني أختصر عليكم الأمر بسجية واضحة.
أولآ : إنني أكثر الكائنات الأرضية ثرثرة و هذا الامر واضح جيدآ في عدد الحروف التي أكتبها و أرسلها إليكم.
ثانيآ : إنني البشري السوداني الوحيد الذي يمكنك أن تدعوه بالمحترم القليل الأدب، إن الامر يتوقف فقط علي حالة مزاجي و درجة جمالك في نظري.
ثالثآ : أتصف بالجدية و الهزلية في الامور، لا آخذ شيئآ على محور الجد و لكنني أنجزه حسب المطلوب.
رابعآ : ما العيب لو أنني لم أترك ذر قميصي العلوي مفتوحآ، إن نحري جميل و رسولنا الكريم قال رفقآ بالقوارير.
اخيرآ : نعم تخرجت من كلية الهندسة و لكنني لست بمهندس و ادرس الناس اللغة الإنجليزية و الرياضيات و لكنني لست بأستاذ و لست مراهقآ و لا طفلآ و لكنني اعشق ببجي و العاب الفيديو، و لا تسألني كيف.
تدﺭيجيآ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺟﺪ أن ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ بسجية مع هؤلاء المحللين إسلوبآ صحيحآ و ناجحآ، و سوف يوفر الكثير من سوء الفهم و الخيبة لأي نوع من العلاقات، لأنه في الوقت الذي يتوقف فيه الناس على الحكم عليك، ستتوقف دورة الليل و النهار او سأبدأ بالاهتمام بكرة القدم او حتى ستصبح مايا ﺑﺸﻌﺔ ﻭ ﻛﺮﻳﻬﺔ او ستصير لليان خارج خارطة الزمان، ﻭ ﻫﺬﺍ واقعيآ و فيزيائيآ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ.
في الحقيقة ﺍﻟﺬﻱ يحيرني ﻟﻴﺲ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ، ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ هي ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﻫﺮﻣﻮﻧﺎﺕ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻣﺎ يحيرني ﻫﻮ ﺃن ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺠﺒﺮﻙ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ سجيتك العظمى فقط  من أجل أن تستمر في العيش فيه، ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، و من هنا يجب علينا أن نقدس ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺃﻭ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﺎﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ، ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻜﻠﻔﻮﻧﻚ ثانية واحدة لتبرير ﺧﻄﺄ ﻟﻢ ﺗﻘﺼﺪﻩ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ ﺃو حتى الاوجاع ﺍلتي ﺗﺨﺠﻞ ﺍلافصاح عنها.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية