-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

تراجيديات سجين، الجزء الثاني : كذبة ابريل السوداء



 تتذكرين الحادي عشر من شهر ابريل من عام 2016، اليوم الذي سجلته في مفكرة حياتي كحدث استثنائي، هل تتذكرين شجرة النيم التي جلسنا تحتها و نحن نتناول كوبين من الشاي، حيث بدأنا نسترجع ذكرياتنا القديمة معآ، كان اول لقاء لنا بعد تسعة اشهر من افتراقنا، هل تتذكرين لحظة الصمت التي غيمت علينا عندما سألتيني "ما هي احوال قلبك بعد كل هذه المدة ؟" و التي لم تدم طويلآ لأنك اتبعتها مازحة "لابد انك تواعد كثيرآ من الجميلات الان، لابد من انك تشعر بالحرية من بعدي" .. كان ردي حينها :
 واعدت بعدك بعض الجميلات، و كن انيقات و طيبات و محبات، لا انكر انني كنت سعيدآ برفقتهن، كانت اوقات شعرت فيها فعلآ بأنني حر، لكنني لم أجد ذاتي معهن، بل وجدتها وجهآ لوجه مع مرآة غرفتي، وجدت الخيبة و الخمول و اللامعنى و الاحساس باللاجدوى.
و قبل ان اكمل سمعتك تقولين لي مقاطعة "و لكنك رغم ذلك لابد من انك وجدت الحب، مثلما فعلت انا"  .. هل اخبرتك من قبل ان الكلمات الثلاثة الاخيرة من جملتك سقطت علي ثقيلة كسقوط صخرة من رأس جبل، هل لاحظتي صمتي حينها، عندما كنت تتحدثين عن مواعداتك له و كيف انك كنت تنجذبين لعبق كلماته و سحر نظراته، لا اظن، فلقد كنت جالسة امامي جسدآ بلا قلبآ.
لقد كذبت حينها كذبة ابريل السوداء، حينما قلت لك بأنني وجدت الحب ايضآ، حينما بدأت احدثك عن تلك الفتاة التي اختلقتها وهمآ حتى لا اكون عائقآ يقف امامك، كيف كان يمكنني ان اخبرك وقتها بأنني لم اجد ذاتي معهن لانني تركتها معك، هل تعلمين انني حمدت الله وقتها حينما قطعتي حديثي، حيث انني كنت علي مشارف ان اقول لك، انني واعدتهن جميعآ و لكنني لم اقابل الحب بعدك ابدآ.
"يبدو أننا بالفعل لا نقابل الحب إلا مرة واحدة في هذه الحياة" .. لا ادري هل هي عبارة تعكس ضوء الحقيقة ام مجرد حديث روايات، و لكنني في ذلك الوقت اردت ان اقولها لك في لقائنا ذاك، اردت ان اخبرك، اننا نقابل الحب مرة واحدة في العمر و قد أقبل طارقآ بابي من خلالك، و شعرت من ذلك بارتياح و رضا تام، اردت ان اخبرك انني اريد ان اقبض عليه بكلتا يدي عمري كله، و لكنني كنت تعيسآ في ذلك الوقت و لسوء حظي كانت يداي وقتها يدا رجل حنون، عجزت ان اخبرك وقتها انني جئت الي لقائك في ذلك اليوم لا لشئ و انما بيدين قويتين لأمسك به جيدآ هذه المرة، لكنني عجزت للمرة الثانية فأفلت مني و تسرب من بين أصابعي بسهولة كالماء، كيف امسك بيديك حينها و انا اعلم انهما  ملكا رجل اخر، كيف امسك قلبآ كان قادرآ علي ان يمحو و ينسى كل شئ في تسعة اشهر، لقد تركتك حينها ترحلين معترفآ لذاتي بإخفاقي في الحفاظ عليك، قانعآ في كمد لا سبيل لي إلى مقاومته، الى بذرة امل لا سبيل لها من نور لتنمو و تقوى لتصير شجرة نيم اخرى يمكن ان تظلنا بظلها يومآ.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية