-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

لليانه

قالوا لي :
ﻻ ﺗﺤﺐ فتاة هادئة، لا تحب فتاة لا تضع نفسها في مقامها الاول و لا تهتم بهيئتها،  فتاة لا تشع نارآ، و لا تدمي قلبآ، فلا يمكن لرجل ذكي ان يختار فتاة لا تجعل منه مجنونآ، و لا تمنح قلبه إلا ثلجآ و بردآ، فمثلما ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺫكيآ، كذلك ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﺾ وجدآ فقط لا يجعل من الحب ابديآ، بل ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ يغلى ﻭ من ثم يضخ فيه، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ الفتاة الهادئة التي لا تضع حلتها من اساسيات مظهرها عادة ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺐ انثى اكبر همها السجية النمطية التي تقول "كوني بسيطة على الماهية التي خلقت بها، فذاك مقامك الاول كأنثى" فعلى الانثى ان تكون عصرية متحضرة. 
قالوها لي و لكنني لم اخبرهم ساعتها عن انثى بنكهة البساطة توجتها ملكة في نظري، فتاة وضعت الهدوء تاجآ على رأسها فمنحها جمالآ فوق جمالها، و حاطها بهالة منحت قلوب الاخرين نورآ قبل ان تكون لها ضياء، لم اخبرهم عن *لليان*، *لليان* يظهر جمال اسنانها في ابتسامتها، و جمال وجهها في خديها، و حلاوة عينيها في خجلها، و انوثتها في بساطة ملابسها، *لليان* لا تهتم بمساحيق التجميل و لا بالعطور التي تنبعث رائحتها من بعيد، و لا بمظهر جسدها امام الاخرين، و رغم ذلك كانت الوحيدة التي استطاعت ان تسرق نظرتي من اول وهلة رأيتها، لم تكن صورة نمطية متكررة، لم تكن عصرية بتلك الهيئة التي عهدتها في معظم فتيات EDC، *لليان* فتاة تفهم الالم قبل الوجع، و ليس كتلك التي يستحيل عليها ان تفهم معاناتك ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻗﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ لتظن او لتخبرك علانية انها مجرد ﺩﺭﺍﻣﺎ، *لليان* فتاة تصارع الحياة ببساطتها و لا تسمي كل ما لم تجده حرمان، بهدوء تصرفاتها و صوتها تفهم عجزك و ضعف حيلتك، بهدوء نفسها و رصانة عقلها و بياض قلبها تفهم وجهة نظرك و تتقبلها، *لليان* انثى لأنها ليست مهووسة بالظهور و لا تفضل ما هو ثمين حتى و لو كان متطلبآ أساسيآ على ما هو بسيط، لأن في البساطة جمالآ حقيقيآ صادقآ و معبرآ. 
*لليان* لم اعهدها كثيرة الكلام، و لا رديئة الذوق، لم اعهدها فتاة طاردة لا تحرك الكلمات و لا الموسيقى شيئآ في دواخلها، فتاة قوية رغم ضعفها كأنثى، هي فتاة تجعلك تؤمن بانه ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻛﻠﻬﺎ، ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺣﺐ فتاة متصنعة، في حب انثى جميلة متحضرة و لكنها ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ و لا الم الحياة و لا بساطتها، هي الروح التي تشعر الجسد بوجود حياته، هي شمعة ترشدك الى المعنى الحقيقي للجمال، الى الرقة التي تشعرك ان الحياة لا تزال بخير، *لليان* هي بساط الامل الذي يحمل نعمة الله على عباده، بأنه لا يزال في المرأة ملاذ و امان و هواء متردد يهب للرجل حياته و قيمته و قوته، هي آية إلهية تجعلك ترى جمال النفس البشرية و عظمة الله في خلقها، و كيف ان للروح جمال قبل ان يكون للجسد جمال.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية