-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

حب الله


كنت أعتقد أن العبد هو الذي يحب الله ‏أولآ حتى يحبه الله، فحين قرأت قول الله تعالى‏ "فسوف يأتي الله بقومٍ يُحبُّهم ويُحبُّونه" بتدبر، علمت أن الذي يحب أولآ هو الله، ‏و كنت أعتقد أن العبد هو الذي يتوب أولآ حتى يتوب الله عليه،‏ حتى قرأت قوله تعالى "ثُمَّ تَابَ عليهم ليتوبوا" بتمعن، ‏فعلمت أن الله هو الذي يلهمك التوبة حتى تتوب، ‏و كنت أيضآ أعتقد أن العبد هو الذي يُرضي الله أولآ ‏ثم يرضى الله عنه، فلما قرأت ثلاث مرات بتأني ‏قوله تعالى "رضي الله عنهم ورضوا عنه" ‏فعلمت أن الله هو الذي يرضى عن العبد أولآ، كل آيات الله توضح ان الله يحبنا و يختارنا ما دمنا نحمل صفة المؤمنين و لا أقول صفة المسلمين، و يكفينا حتى في المصائب وجود حب الله لنا و ليس عقابه لنا، ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف : إن الله إذا أحب عبدآ ابتلاه و النبي ﷺ يقول : أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل و هم أحباب الله، فحتى الابتلاء هو من حب الله لنا ليجزينا و يكافئنا، لأن قدر الله و مشيئته أنه جعل اساس الحياة، أن الجزاء لا يكون مجانآ و ان المكافئة لا تكون مجانآ، فحتى في طبيعة النفس البشرية و في تصريف اعمالنا و قوانينا نفعل ذلك لا اراديآ.

الله أخبرنا و خاطبنا بحبه في مواضع كثيرة، و في ايات كثيرة، و النبي صلى الله عليه و سلم كذلك، فإن كان فهمنا او تفسيرنا لآيات الله خاطئ فذلك منا، و ان كنا ناقصي الايمان فذلك منا، و يكفي ان الله خاطبنا قائلآ : لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، فكيف نظن ان مصائبنا اكبر من امكانياتنا و سعتنا، و كيف نعتقد ان ما نمر به، فيه هلاكنا و نهايتنا، و الله يصف نفسه بالعادل، و الله يكره الظلم و الظالمين، فكيف ينزل الله علينا مصائب هي اكبر من مقدراتنا ظلمآ بنا، الله خاطبنا بلغة واضحة و بين لنا مقدار حبه لنا و هو الوحيد المستغني الغير محتاج، ‏فاللهم أدم علينا نعمة حبك و لا تحرمنا منها.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية