-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

تُفرحني الحرب بقدر ما تُحزنني

 كلنا نعرف و لا نختلف ان للحروب مساوئ و ثمن باهظ، لا أحد يحب الحرب، و لا أحد يحب أن يغادر منزله مُجبرآ، و برغم ذلك نعلم جيدآ و نؤمن جيدآ ان الخير فيما قدره الله لنا و فيما إختاره لنا.

دعوني أبدأ من حقيقة ثابتة لا يمكننا تغييرها و هي،لا يوجد أي مجتمع إنساني لا يحمل في تكوينه بذور الفرقة، هذا هو الاساس الذي تقوم عليه جميع المجتمعات، سواء المتحضرة منها او المتأخرة، و لكن ما يمكن ان يجمع المجتمع و يوحده، ركيزتين اثنتين لا غير، الاولى هي الدين بإعتباره ركيزة اساسية تنظم حياة افراد هذا المجتمع و ذلك لإرتباطه بشعائر روحانية و عقدية قوية ترسخ في الفرد اخلاقآ سامية كحب التضحية و التسامح و الكرم و تعزيز قيمة الاسرة و التآخي و غيرها، اما الثانية فهي رقعة جغرافية محددة يرتبط بها الفرد وجدانيآ و عاطفيآ و تاريخيآ، لأنها تحمل تراث اجداده و اسلافه و تضحياتهم و تاريخهم و ذكريات طفولته و مستقبل اولاده، و لأجل ذلك وجب على الفرد ايجاد وسائل لحماية هاتين الركيزتين، و من هنا جاءت فكرة الجيوش، خصوصآ تلك التي تُبنى على عقيدة دفاعية.

خلال ثورة ديسمبر، نمى وعي الشباب بصورة كبيرة اتجاه قضايا مصيرية و مستقبلية، حيث كنت شاهدآ على وعيهم هذا، بحكم مهنتي و بحكم تفاعلي معهم، لكن في ذات الوقت معظمهم تناسوا الدور الاساسي الذي يلعبه الدين في المجتمع، و دور الجيوش في حماية الارض، لأسباب كلنا نعرفها، كنت دائمآ أشعر اننا سوف نمر بمرحلة مصيرية تجعلنا نشعر بتلكما الركيزتين، و ليس إدراك اهميتهما، لأننا كنا نعلم بالفطرة و الوعي اهميتهما، و لكننا لم نكن نستشعر ذلك وجدانيآ و عاطفيآ.

هذه الحرب التي نمر بها الان هي من جعلتنا ننتقل من مرحلة الوعي الى مرحلة اسمى و هي الوعي المرتبط بالعاطفة و الوجدان، هذه الحرب ستجعل من هذا الجيل اكثر إدراكآ بمتطلبات العالم الجديد، اكثر قوة و وحدة، يُفرحني بأن الحرب تُحي فينا ما فقدناه منذ سنين، بقدر ما يُحزنني أنها تقتل الأحباب منا.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية