-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

انا و الشارع غريبان لبعضنا



 منذ ان إكتمل نضوج عقلي، و أمتلكت وعيآ كافيآ بذاتي و بالحياة، و من ثم عرفت مكانتي في المجتمع، ادركت حقيقة واحدة لا غير، و هي انني إنطلقت لهذه الحياة و انا لا أملك سوى الوحدة و ذكائي، ذكائي جعلني أمتلك مقدرة خارقة على تحليل كل المتغيرات المحيطة بحياتي و كيفية الإستفادة منها، هذا بدوره مكنني ان اقتصر كثيرآ من الوقت و الجهد لما اريد الوصول اليه، اما الوحدة جعلتني اوجه كل طاقتي و افكاري الى ما اريد الوصول اليه، فلم تكن مقاييس المجتمع و نظرته و توجهاته يومآ مهمة بالنسبة لي، في المقابل كانت نظرتي انا و توجهاتي الشخصية الى المجتمع هي من تعطي القيمة و الأهمية لذاتي، هذا بدوره قادني لاحقآ في ان أكون فاشلآ عاطفيآ و اجتماعيآ، و في ذات الوقت ناجحآ اقتصاديآ، و ناجحآ فكريآ، ناجحآ كشخصية تخاطب العقل لا القلب، تحترم الفكرة و المبدأ لا المظهر و المال، تقيم الناس بمجهودها و ليس بفلاحها،حتى تركت بصمة في طريق كل الذين قابلتهم او درستهم فصرت ارى بعضهم اليوم من رواد الاعمال و يتقدمون الصفوف الاولى في طريق النجاح.

 الان و بعد كل هذه السنوات، ادركت الحقيقة الثانية، و هي أن كل فرد منا هو انسان ناجح و فاشل في ذات الوقت، ننجح في جوانب كثيرة من الحياة و نفشل كذلك في جوانب اخرى، و ان النجاح و الفشل يغيران مقاييس المجتمع و نظرته لنا، لكنهما لن يكونا قادرين على تغيير توجهاتنا و رؤيتنا الشخصية الى ذات المجتمع، هذه الحقيقة التي وصلت اليها الان قد تكون في حد ذاتها تناقض نفسها، او حالة استثنائية مرتبطة بتجاربي و حياتي الخاصة فقط، و لكنني أعرف يقينآ انه حين يدرك المرء ذلك الإحساس بأن شارعآ ما ليس غريبآ عنه، حينها فقط يتوقف الشارع عن النظر إلى الواحد منا على انه غريب .. لم استطع يومآ ان ارى الشارع بأنه ليس غريب عني و لم يستطع الشارع في ان يتوقف عن النظر الي كغريب.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية