-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

حمار و حمارة



 إننا نلتقي كل بضعة أشهر، و لا نلتقي إلا في المناسبات الراقصة، كمناسبات الزواج و الخطوبة او حتى حفلات التخريج و اعياد الميلاد، أحيانآ تتصل هي لتقوم بإقناعي بحضور تلك المناسبات رغم كرهي الشديد لهذا النوع من المناسبات خاصة، و أحيانآ افعل انا حين اكون قد مملت نمط حياتي البائس، و لا تحدث بيننا اي مكالمات هاتفية اخرى، و ذلك لأننا معآ لا نحب المكالمات التي تدوم اكثر من 5 دقائق، و حين ينشغل الجميع بالرقص، نجلس نحن ساخرين منهم جميعآ، هؤلاء الراقصون من وجهة نظرها حمير مثل نظرتها لي و نظرتي لها، اننا لا ننادي بعضنا بأسماءنا بل حمار و حمارة، نظل نحن في اماكننا كحمارين جالسين بعيدين عن بعضنا، على المقاعد نمارس عادتنا السخيفة في تبادل النظرات الخاطفة غير خجولين.

ارتشف قارورة البيبسي او الكولا متأملآ نظراتها نحوي، بينما تشرب هي الماء فقط، اذكر انها مرة قالت لي ان هذه المشروبات للحمير، لكنها مثلي تراقب نظراتي نحوها بينما ترفض في تململ كل تلك الدعوات الراقصة من صديقاتها، كل منا يعلم ما يفكر به الآخر، نعلم اننا لن نرقص يومآ سويآ، نعلم اننا لن نرقص اصلآ في حفلات كهذه و ان الرقص لا يليق بنا، كما أننا نعلم جيدآ انه لم نخلق لنكون سويآ من الأساس، لا نريد الخروج في مواعيد مختلفة معآ، لا نريد الدخول في احاديث ثنائية مع بعضنا البعض، لا رغبة لنا بأن نكتشف بعضنا البعض، لا نريد بعضنا البعض و لا نريد أن نكون لبعض، و لا نريد أن نريد أن نكون لبعض، و برغم ذلك و برغم المسافة بيننا فكل منا يدرك اعمق الأجزاء بداخل الآخر، ربما أعمق مما قد يعرفه الأزواج الراقصون في حفل زفافهم سويآ عن بعضهم البعض، بيننا علاقة فوق مبدأ الجسد و فوق كل مبدأ حب، علاقة لا نريد تدنيسها بأي ارتباطات اجتماعية سويآ مهما كانت الدوافع، و مهما قال اصدقاءونا عنا من كلام، نحن لا نحب بعضنا و لا نريد بعضنا، لا نطمع إلا في أن تدوم نظراتنا للأبد شاعرين بذلك التميز بين كل هؤلاء الحمير.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية