-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ان تتجاهل



 إنه لأمر سيئ أن تكون لديك القدرة الكافية على رؤية كل الخيارات المحتملة الحدوث بكل وضوح و لكن ليس لديك القدرة الكافية لمواجهتها او القدرة على التعبير، بذات الوضوح على الأقل، لديك طبعك السيئ، حظك التعيس من الحياة، احتمالات الفشل التي تكاد تقترب نسبتها من مئة في المئة، رغبتك الشديدة في الموت برغم كفاحك الخرافي لتبقى حيآ، في كل مرة تختار فيها الخيار الأنسب لنفسك، و تبنى عليه القرار الأفضل، ليس لأنه الأفضل طبعآ و لكن لأنه الأقل ضررآ من بين كل الاحتمالات الممكنة، رغم ذلك تبقى هنالك حقيقة واحدة و هي انه لا أحد يرى ما تراه من اجله، لا احد يفهم ما تمر به لتسعده، لا احد يعلم امكانياتك المحدودة التي تكافح بها لتعطيه حياة افضل، لا أحد يرى إحباطاتك التي تتلقاها بسببه، لا احد يرغب برفعك حين تسقط من اجله، لا أحد يرى الحزن الذي تحاول تجنيبه إياه، إذن من انت لتقرر و من اعطاك حق التقرير ؟!.

أنت جاف للغاية، خاو من الداخل، مليئ بالفراغ، لديك طبع سيئ، و الأهم لا تجيد فن الحياة، لذلك تجاهل ما تراه، تجاهل ما تفهمه، تجاهل امكانياتك المحدودة، تجاهل إحباطاتك، سقوطك، حزنك، تجاهل كل الاحتمالات، يومآ ما ستنفذ منك الأسباب التي تجعلك مصرآ على إبقاء هذا الألم حيآ بداخلك، يومآ ما سترغب في ملئ هذا الفراغ الداخلي بأي شئ عدا الآخرين، يومآ ما ستتجاوز طباعك السيئة و ستتعلم كيف تتعامل مع هذه الحياة، ذات مرة قرأت ان عمر الإنسان، يجب أن يقاس بعدد الذكريات التي عاشها، الصراعات التي كان عليه أن يخوضها، الأشخاص الذين فقدهم، الأماكن العزيزة التي ودعها، الخيبات التي سممت قلبه، المرات التي شعر فيها بالضعف، الوحدة، الفقد، الخوف و الخذلان، و لكن ليس بعدد السنين، اذن لا يهم كم من الوقت لديك الآن و كم العمر قد مر عليك، ما يهم هو انه يجب عليك ان تتجاهل فقط.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية