-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطية

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

تراجيديات سجين، الجزء التاسع : في ذكرى لقاءنا



"مرحبآ، اسمي عمر، بثلاثة احرف محايدة تعني العمر الطويل رغم ان اصحاب هذا الاسم غالبآ ما يموتون مبكرآ و لكن لا بأس، فقط اتمنى منك ان تتقبليه كما هو"
تلك كانت اول عبارة نطقت بها حينما التقينا اول مرة، فهل تتذكرين ذلك ؟! .. غدآ هو عيد ميلاد لقاءنا المبجل، غدآ يمضي على تعارفنا سبع سنين و على فراقنا خمس سنين، غدآ تضيئ شمعة روحك الطاهرة بينما تنبت صبارة شائكة في قلبي، و تورق في حديقة منزلك الصغيرة شجيرة اضلتها امطار الخريف و يغرد على شرفته عصفور ضل طريق هجرته.
اكتب هذه الكلمات لك الان لأنني اعلم جيدآ انك منذ سنوات توقفت عن العد، هل كان مهمآ على جميلة مثلك ان تحسب الايام و السنوات التي ابعدتها عن الجحيم، انني على علم بأنك ابتعدت عن الارقام و الحسابات المرتبطة بالذكريات على خلافي انا، انني أعد الأشياء التي نجحنا بغعلها معآ كل يوم، اعد الأمنيات التي تشاركناها، الضحكات التي اظهرت انفك الكبير و ثغرك المثير و الدموع التي حررناها و تلك التي حبسناها.
مرت سبعة اعوام يا صغيرتي، كبرت فيها بعيدآ عن عيني، و استطالت الفجوة السوداء في قلبك اتجاهي و التي تمنين نفسك بها و تؤمنين  يقينآ أنها مصدر لقوتك، مرت سبع سنوات و صار لي  جدوى أكبر لكل ما منحته لك يومآ، وصلت الى أقصى احباطاتي و لم يمضي فيها شهر بدون وجع، و لقد شددت على نفسي و سألت الله ان يشد على قلبي و يشد اكثر على روحي، مرت سبعة اعوام اكتشفت فيها يا جميلتي انني لم أكن البطل الذي ينجح دومآ في نهاية الفيلم بتحقيق معجزته الخارقة، و لكن معجزتي كانت انت، انت التي كان من المفترض ان تنشلني من الهاوية بقصد او بغير قصد، سبع سنوات لم تغير شيئآ و لم تمحو شيئآ، و الحياة تمضي ضاحكة و مبتسمة.
لا تنتهي الذكريات إلا حين نرمي الحب و نجلس في زاوية ما منكسرين بانتظار إعلان الهزيمة، أنا لم أهزم على خلافك انت، انا لم أفشل على خلافك انت، أنا نجحت لاني حافظت على كل ذكرى  جميلة جاءت منك، انا لم افشل لأني تمسكت بكل ذكرى سيئة تربطني بك، لا انكر انني توقفت في كثير من المرات و رجعت خطوة و اثنتان  و لربما عشرآ و  لكني أبدآ ما انهزمت، ما فشلت، أصبح لي نور داخلي مصدره انت، صوت داخلي مصدره صوتك، أصبح لي يقين لا يتغير اتجاهك انت، آمنت بك أكثر فأكثر و لا زلت، و لا يسعني سوى ان اشكر الله على اليوم الذي جمعني بك فيه، و لا يسعني سوى ان اشكرك على الايام التي تشاركناها بحلوها و مرها و التي  لا تنضب و لا تنتهي، و لا يسعني سوى ان اشكر الحب، الحب الكثير الذي يوقد الإيمان فيغدو كل شيء في مزهرآ .. و ختامآ كل عام و انت اكثر سعادة و فرحآ بعيدآ عني.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطية